Monthly Archives - أبريل 2021

حوار د.يوسف الشرف مع صحيفة البلاد حول “تآكل العظام”

هل شعرت ذات يوم بآلام في عظامك ومفاصلك بمختلف أنحاء جسمك؟ وهل تراودك هذه الآلام بين فترة وأخرى ولم تبادر للحصول على استشارة طبية وعلاج؟ هل أهملت الأمر أم زرت الطبيب فعلًا؟ في كل الحالات، تعرف على التهاب العظام والمفاصل، فهو كما يقول استشاري أمراض وجراحة العظام والعمود الفقري يوسف الشرف مرض شائع يسبب آلامًا في المفاصل وتصلبًا وقلة القدرة على الحركة والتورم. #أفضل_دكتور_عظام_ومفاضل_في_البحرين #يوسف_الشرف #الشرف #عظام #spine #medical #yousif_alsharaf #bah #bahrain #otrthpaedic

وعمومًا، يطلق “التهاب العظام” على  مجموعة مكونة من أكثر من 100 مرض يصيب الهيكل العظمي وبشكل خاص المفاصل، فالتهاب المفاصل يؤثر على الغضروف وهو المادة الصلبة التي تمتص الصدمات وتغطي نهايات العديد من عظامنا، وهو يشكل سطحًا أملسًا ويسمح بسهولة الحركة للعظام في المفاصل، ولهذا فإن التهاب المفاصل يؤدي إلى تآكل الغضاريف وبالتالي تحتك العظام ببعضها مما يسبب الألم.. في بعض الأحيان، قد يكون الألم مقبولًا ويمكن علاجه باستخدام الأدوية والعلاج وتغيير نمط الحياة، ولكن قد يأتي وقت يكون فيه العلاج الجراحي ضروري.

ما هو السائل الزليلي؟

يقول الشرف إن العظام هي أصعب الأنسجة في الجسم لأنها تدعم بنيته وتشكل مع بعضها البعض المفاصل، بينما يغطي الغضروف نهايات العديد من عظامنا ويشكل سطحًا أملسًا لها كي تنزلق أثناء الحركة،  وهناك غشاء يسمى الغشاء الزليلي يحد المفصل، وهذا الغشاء يفرز سائلًا سميكًا يسمى السائل الزلالي يعمل كوسادة وكمواد تشحيم بين المفاصل، للتقليل من الاحتكاك بين العظام ويمنع التآكل.

ثم لدينا الأربطة، فهي الأنسجة القوية التي تربط العظام ببعضها وتوفر لها الثبات، وتلتقي الأربطة مع الغشاء الزليلي الذي يسمح لها هي الأخرى لكي تنزلق بسهولة أثناء الحركة، أما الأوتار فهي الألياف القوية التي تربط عضلاتنا بعظامنا وتمكن المفصل من الحركة.

وماذا عن الأسباب؟

يمكن أن يحدث التهاب المفاصل لأسباب عديدة، فهناك أكثر من 100 نوع من التهابات المفاصل المختلفة، بما في ذلك الشيخوخة، التآكل، أمراض المناعة الذاتية، الإصابات، وأمراض الالتهابات، والالتهاب عادةً يصيب المفاصل والعظام، ومع ذلك فإنه يمكن أن يؤثر على أجزاء أخرى من الجسم، مثل العضلات والأربطة والأوتار وبعض الأعضاء الداخلية، ومن أكثر الأنواع شيوعًا لالتهاب المفاصل هي تآكل واحتكاك المفاصل والتهابات الروماتيزيوم، فالتهاب المفاصل يؤدي إلى تآكل الغضاريف الموجودة في نهاية العظام وبالتالي تحتك العظام ببعضها مما يسبب الألم، وقد يحدث كذلك  نمو لنتوءات عظمية في المفصل، وهذه النتوءات العظمية تسبب الألم والتورم وتؤثر على القدرة على الحركة، فجميع المفاصل معرضة للالتهاب والاحتكاك. #علاج #طب #مستشفيات #عيادات #clinic #hospitals

3D Render of Osteoarthritis – rheumatoid arthritis in the human knee joint

إن التهاب وتآكل العظام غالبًا ما يكون مؤلمًا أكثر في المفاصل التي تحمل الوزن، بما في ذلك العمود الفقري والورك، والركبة، كما يزداد المرض كلما تقدم الإنسان في العمر، ويمكن أن يحدث التهاب المفاصل لدى الشباب نتيجة لإصابة أو من الاستخدام المفرط للمفصل أثناء الرياضة أو العمل، ولنأخذ مثلًا: التهاب المفاصل الروماتويدي هو واحد من أكثر الأنواع حدةً وتأثيرًا، على الحركة، لأنه مرض ذاتي المناعة طويلة الأمد التي تسبب الالتهاب للغشاء الزليلي وبالتالي الألم، كما أنه يسبب تورم المفاصل وتدهورها، وتشمل أعراضه الألم، التصلب، والتورم، وعادة ما تكون الأعراض مستمرة حتى أثناء الراحة.

وغالبًا ما يصيب التهاب المفاصل الروماتويدي مفاصل اليدين والقدم، كما يمكن أن يصيب المفاصل الكبيرة بما في ذلك الورك والركبتين والكوع، أضف إلى ذلك أنه يمكن أن يصيب الالتهاب مفاصل عديدة في نفس الوقت، ويؤثر على الناس من جميع الأعمار، ولكن في معظم الأحيان يحدث لدى  النساء والذين تزيد أعمارهم على 30 عامًا.

الأعراض والشخيص

يؤدي الالتهاب إلى ألم وانتفاخ وتصلب في المفاصل، وهذه الأعراض في الغالب تكون مستمرة، حتى عند الراحة، ومن الأعراض قد يشعر المريض أن المفاصل ضعيفة وغير ثابتة، كذلك قد يجد المريض صعوبة في الحركة والقيام بالأنشطة اليومية، مثل المشي أو صعود الدرج، ويتم تشخيص الحالة عن طريق الفحص السريري، يقول الشرف :”الطبيب سيسأل عن الأعراض و عن درجة الألم، كما سيختبر قوة العضلات وحركة المفاصل ومدى ثباتها، وسيجري فحص الدم والفحوصات المختبرية الأخرى التي ستحد نوع التهاب المفاصل لدى المريض، أما صور الأشعة ستوفر معلومات أكثر عن حالة المفصل”.

وتستخدم الأشعة السينية لمعرفة حالة العظام والمفاصل وتحديد الأماكن المصابة بالالتهاب والنتوءات العظمية، أما الأنسجة التي تحيط بالمفصل لا تظهر على الأشعة السينية، وفي هذه الحالة يمكن القيام بأشعة الرنين المغناطيسي (MRI) للحصول على عرض أفضل للأنسجة اللينة، مثل الأربطة والأوتار والغضاريف، ويمكن عمل فحص مسح للعظام لتحديد مواقع النمو الغير طبيعي للعظام مثل النتوءات العظمية وتحديد مواقع الالتهاب، واختبار المسح حساس جدًا ويمكن من خلاله معرفة ما إذا كان يوجد أي تآكل في المفصل حتى في مراحله الأولى، ويُعطى المريض حقنة من مادة مشعة وغير مُضرة قبل ساعات من فحص المسح للعظام، وتتجمع المادة المشعة في العظام في المناطق التي تكون فيها العظام متآكلة أو تحاول إصلاح نفسها، وهذه الاختبارات التصويرية غير مؤلمة.

العلاج بالطرق غير الجراحية

وبالطبع، يكون السؤال عن مدى نجاح العلاج مهمًا، ويجيب الشرف :”معظم حالات التهابات المفاصل يمكن علاجها بطرق غير جراحية، وبعض الحالات يمكن علاجها فقط براحة مؤقتة للمفصل وبأخذ بعض المسكنات للألم، كما يمكن أن يصف الطبيب الأدوية للحد من الألم والتورم، وإذا لم تتحسن الأعراض بشكل كبير مع هذه الأدوية فإن العلاج بحقن الكورتيزون قد يكون ناجحًا في الحد من الالتهابات والألم.

 (Viscosupplementation) هو خيار حقنة أخرى لالتهاب المفاصل، ولكن في الوقت الراهن وافقت إدارة الأغذية والعقاقير لاستخدامها فقط في الركبة، والدراسات جارية لاختبار فائدتها في المفاصل الأخرى، وهناك كذلك لعديد من المنتجات في السوق عندما تحقن في الركبة يمكن أن تقلل من الألم عن طريق تحسين مؤقت لصحة المفصل.

ويمكن للعلاج الوظيفي أو العلاج الطبيعي أن يساعد على تقوية العضلات المحيطة بالمفصل وبالتالي يصبح المفصل أكثر ثباتاً ويقل الألم، أما العلاج المائي في بركة ساخنة يمكن أن يكون مهدئًا ويقلل من الضغط على المفاصل أثناء التمارين، وبالإضافة إلى أن مقاومة الماء يمكن أن تقوي العضلات، كما قد يستخدم الأطباء الحرارة لعلاج تصلب المفاصل، والثلج لتخفيف الألم، وقد يوصون باستخدام دعامة المفصل أو العكاكيز لتخفيف الضغط على المفصل، والاختصاصيون سيقومون بإعطاء المريض التعليمات اللازمة حول كيفية القيام بالأنشطة اليومية، مثل الأعمال المنزلية على نحو يضع ضغطًا أقل على المفاصل.

ماذا عن الأبر الصينية؟

هناك سؤال يتعلق بمدى فعالية العلاج بالأبر الصينية، ويوضح الشرف أنالعلاج بالإبر الصينية يُستخدم للألم وذلك باستخدام إبر رفيعة جدًا في جميع أنحاء الجسم لمنع أو قطع مسارات الألم، وينبغي أن تُستخدم الإبر الصينية من قبل الاختصاصيين المدربين، وغالبًا ما تكون مفيدة للغاية، من جهة أخرى، تبين أن مجموعة متنوعة من الأعشاب والمكملات الغذائية يمكن أن تكون مفيدة في علاج التهاب المفاصل. اثنين من المكملات الغذائية المعروفة أكثر هي الجلوكوزامين وشوندروت( glucosamine and chondroitin)  وقد تم دراستها أكثر في التهاب مفصل الركبة، وأظهرت الدراسة بعض النتائج الجيدة لعلاج التهاب المفاصل في مفاصل أخرى، وقد أظهرت بعض البحوث أن النظام الغذائي السليم المكون من الفواكه والخضروات، مع حد أدنى من الدهون، يمكن أن يقلل التهاب المفاصل.

للعلم، فممارسة الرياضة مثل اليوغا، والبيلاتيس، والتاي تشي يمكن أن يُحسن آلام التهاب المفاصل في نواح كثيرة من خلال تمارين الاستطالة والتقوية، بالإضافة إلى أن هذه التمارين توفر الاسترخاء والذي يكون له أثر إيجابي كبير على آلام التهاب المفاصل.

التدخل الجراحي.. على حسب

وعن التدخل الجراحي، يقول الشرف :”التهاب المفاصل هو مرض انتكاسي وقد يزداد سوءًا مع مرور الوقت، وينصح الأطباء بالتدخل الجراحي في حال عدم نجاح العلاجات الأخرى غير الجراحية، أما نوع الجراحة فهو يعتمد على نوع التهاب المفاصل وحدته، والصحة العامة للمريض، والطبيب سوف يناقش الخيارات الجراحية المناسبة لمساعدة المريض في تحديد ما هو الأفضل بالنسبة له.

وهناك عدة أنواع من العمليات الجراحية لالتهاب المفاصل.، وقد يقوم الجراح بإزالة بطانة المفصل التالفة (الغشاء الزليلي) في عملية تسمى استئصال الغشاء الزليلي، ثم يقوم بإعادة ترتيب العظام في المفصل، وفي الحالات المتقدمة من التهاب المفاصل يمكن استبدال المفصل التالف مع آخر اصطناعي، والمفاصل الاصطناعية مصنوعة من المعدن أو البلاستيك أوالسيراميك أو مجموعة من المواد، وتعتمد المادة المختارة على سبب العملية جراحية، وكذلك تعتمد على المفصل الذي يراد استبداله، ويمكن أن يُخفف الآلام لدرجة كبيرة ويُحسن الحركة.

والتعافي بعد عملية استبدال المفصل يختلف من شخص لآخر، ذلك أن الوقت الذي يحتاجه المريض للتعافي يعتمد على شدة الالتهاب، والمفصل الذي تم استبداله، ونوع الجراحة المُستخدمة، وعمومًا، فإن العمليات الجراحية المفتوحة التقليدية تستغرق عدة أشهر للشفاء وذلك يعتمد على المفصل، وبعض أنواع الجراحة والجراحة بالمنظار تستخدم فتحات صغيرة وعادة ما تلتئم في فترة أقصر من الوقت وذلك من عدة أسابيع إلى بضعة أشهر.

لنركز على الوقاية

الوقاية كما يقال خير من العلاج، فمن الممكن منع بعض أنواع التهاب المفاصل والأعراض المصاحبة لها، ومن المهم أن تعرف ما هو نوع التهاب المفاصل لديك واطلب من مقدمي الرعاية الصحية أن ينصحوك عن كيفية منع الأعراض، فعلى سبيل المثال، بالنسبة لبعض أنواع التهاب المفاصل فإنه من المفيد تخفيف الوزن أو التوقف عن أداء الحركات المتكررة التي تؤثر على المفصل، ومن المفيد استشارة اختصاصي العلاج الطبيعي والمهني لمعرفة كيفية استخدام ميكانيكا الجسم السليمة لحماية المفاصل خلال الأنشطة اليومية، أما عن الأجهزة المساعدة مثل العكاز، وكرسي الحمام، أو مقعد المرحاض قد تمكن المريض من أداء المهام مع تقليل الضغط على المفاصل، وقد يكون من المفيد المشاركة في العلاج المائي في حوض سباحة دافئ أو ممارسة الرياضة للحفاظ على مفاصل قوية.

Read more...